«عكس اتجاه» جملة تلخص حالة الفوضى والعشوائية وغياب القانون التي تحكم شوارع مدينة شبرا الخيمة بلا استثناء، إذ نامت السيارات في الشوارع والميادين الرئيسية وضرب الشلل التام أطرافها، مع انتشار طواهر بلطجة السائقين وسيطرة المواقف العشوائية حتى توقفت حركة السير، ناهيك بقيادة الأطفال للسيارات وتزايد ظاهرة سير التكاتك في الشوارع وكلها أفضت لحوادث دامية، كان آخرها دهس سائق ميكروباص متهور لشخصين، فقتلهما.
فين أيامك يا محلب
ميدان المؤسسة صورة تجسد حجم الفوضى المرروية في شبرا الخيمة بعدما استغل السائقون جراج المؤسسة الذي قام بافتتاحه المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، ضمن تطوير الميدان الذى تكلف 30 مليون جنيه، وأنشأوا "موقفا عشوائيا" لسيارات الميكروباص بداخله ويقفون فى نهر الطريق فى مشهد غابت عنه كل معانى التحضر والرقى بالرغم من عمل موقف متكامل للسيارات خلف ذلك الجراج، لكن سائقى الميكروباص فرضوا سطوتهم لعدم وجود أى متابعة من إدارة المرور بالقليوبية ومسئولى المواقف، وقرروا الوقوف فى أى مكان وبأى طريقة للفوز بالزبون ولا عزاء لرجال المرور الذين يجلسون داخل كشك بجوار ذلك الجراج.
أمّا فى موقف سيارات بيجام العشوائى فيعيش المواطنون معاناة يومية بسبب إهمال إدارة المرور التى لم تقم بتكليف أحد أفرادها لتنظيم سير السيارات التى تسير فى عشوائية بـ"ميدان المؤسسة - بيجام" وبـ"شارع طريق بيجام"، خاصة أنه يوجد موقف لسيارات هيئة النقل العام لا يستطيع قائدوها السير فيه بسبب تلك العشوائية، وموقف آخر للسيارات الميكروباص لا يلتزم سائقوها بالموقف المخصص لهم ويقفون فى أطراف الشوارع غير عابئين بما يعانيه المواطنون من تهورهم فى قيادة السيارات، ويوجد العديد منهم لا يحمل رخصًا للقيادة، وأطفال يقودون بعض هذه الميكروباصات مما يهدد حياة المواطنين بالقتل تحت عجلات تلك السيارات التى غالبا ما يفر قائدها هاربا فى معظم الحوادث التى حدثت وراح ضحيتها أطفال.
في جولة لـ«التحرير»، بداخل أحياء شبرا الخيمة، قال عدد من الأهالي، إن مشكلة المرور في شبرا الخيمة ترجع إلى عدم اهتمام المرور برئاسة اللواء محمد درويش، إلا بتحصيل المخالفات المرورية وترك أصحاب الميكروباص يعملون مواقف عشوائية خارج الجراجات، مثل جراج "ميدان المؤسسة" بالرغم من أن تطوير الميدان تكلف ملايين الجنيهات.
بالإضافة إلى المركبات التي تسير بدون أرقام، وسائقين بدون رخص، وبات العديد من الشوارع والميادين فيها في قبضة البلطجية، حسب قولهم، لافتين إلى انتشار كل أنواع المخالفات والحوادث بسبب الفوضي والتسيب بكل شوارع شبرا الخيمة، التي يدفع ثمنها المواطن البسيط محدود الدخل من دمه وأعصابه ووقته وماله.
خالف تحكم
تساءل المواطنون عن الدور الذى تقوم به وحدة مرور شبرا الخيمة، برئاسة العقيد حسن مكاوي، وكيف أصبحت السيارات تسير عكس الاتجاه بكوبرى عرابى والشوارع الرئيسية وحتى بشارع المرور، بالإضافة إلى الأطفال الذين يسوقون سيارات السرفيس، على مرأى ومسمع من المسئولين عن مشروع السرفيس بمحافظة القليوبية، والأدهى من ذلك وجود كشك مرور في مطلع كوبري عرابي، وبالرغم من ذلك لا يحركون ساكنا، أمام السيارات المتهالكة التي تسير بدون لوحات معدنية أمام أعينهم، أو الأطفال الذين يقودون السيارات الأجرة والتكاتك.
"التحرير" رصدت تحدي سائقي الميكروباص للقانون وسيرهم عكس الاتجاه أمام رجال المرور الموجودين عند مطلع أكتوبر، دون رد فعل منهم، بالإضافة إلى محطة "الملف" التي تغرق في الزحام عن آخرها، والجميع يسير فى عكس الاتجاه، نظرًا لانتظار كثير من السيارات الملاكى لزفة عروسين، ويتم عادة إغلاق الطريق تمامًا حتى الانتهاء من التصوير داخل استوديو العرائس، فضلًا عن الاحتفال بالألعاب النارية، غير معنيين بالمواطنين وتعطيل مصالحهم في مشهد يعكس حجم المهزلة، التي تتكرر يوميا.
