اشترك في النشرة البريدية

«كنت باحبها وغصب عني قتلتلها».. قصة الحاجة فتحية التي أبكت شوارع المطرية

قضت سنوات عمرها في الخارج بصحبة زوجها وأبنائها الثلاثة، ولما بلغ بها العمر عتيا قررت الرجوع لوطنها وجيرانها القدامى بمنطقة المطرية، وراحت تغدق عليهم المال لمساعدتهم على أعباء الحياة، كما لم تنس العجوز العائدة صديقتها القديمة والتي اكتشفت معاناتها من غلاء المعيشة فراحت تساعدها بمبلغ شهري، واعتادت الصديقة إرسال نجلها لأخذ المبلغ في موعده أول كل شهر، حتى لعب الشيطان برأس الأخير وسولت له نفسه سرقتها لعلمه بثرائها وخطط وتحسب لكل شيء وتسلل إلى شقتها التي تقيم فيها بمفردها لكنه فوجئ بوصول العجوز خلال بحثه عن المال، فأراد أن يداري جريمته الصغرى بجرم أكبر فاستل سكين الفاكهة وأجهز عليها بعدة طعنات وتركها جثة هامدة وغادر في جيبه ألفا ريال سعودي، قبل أن يسقط في قبضة الشرطة.

في شارع المدينة بالمطرية، لا تزال حكايات العجوز فتحية تجري على لسان الجيران، الذين انتابهم الغضب عقب قتلها غيلة لسرقتها «كانت ست طيبة وبتساعد الناس، ليه يكون ده جزاءها؟!».. هذا هو حال لسان الجيران.

منزل القتيلة

«سمية.م»، 45 سنة، ربة منزل وجارة المجني عليها، أكدت أن المجني عليها تزوجت بموظف يعمل بالسعودية وعادوا إلى القاهرة منذ أكثر من 10 سنوات، «رجعت بفلوس كتير وربنا رزقها من وسع وكانت بتساعد الناس المحتاجة وعمرها ما رجعت حد مكسور الخاطر» لتشير الجارة إلى أن المتهم كان بيزورها باستمرار «بييجي ياخد فلوس لأمه كل شهر والست ماقصرتش معاهم، منه لله».

ولفتت جارة القتيلة إلى أنه في يوم الواقعة شاهدت المتهم يصعد لشقة "الحاجة فتحية" عدة مرات ويخرج أمام العمارة حتى ظنت أنه ينتظر المجني عليها حتى تعود للمنزل، لم يخطر ببالها أنه ينتظر ليسرقها.

وأمسك "محمود.ط" موظف بإحدى شركات السياحة وجار المجني عليها، بطرف الحديث ليقول إنها كانت سيدة من أهل الخير، مضيفا «سابت ولادها في الخارج ورجعت عشان تموت في مصر بين جيرانها لكن نهايتها صعبة»، مشيرا إلى أنها كانت طيبة وتعطف على الصغير قبل الكبير.

وأضاف الموظف أنه فوجئ يوم اكتشاف الواقعة بصعود ضباط الشرطة ووصول سيارة إسعاف «نزلوا بجثة الحاجة فتحية غارقة في دمها وتنبعث منها رائحة التعفن كا ليها كام يوم مقتولة وماحدش حاسس» .

سنية حسين، بائعة خضراوات بالقرب من مسكن الضحية، استشاطت غضبا حينما سئلت عن الحاجة فتحية وصرخت «منه لله المجرم، دي كانت ست زي الملاك بتساعدنا ومحترمة واللي في جيبها مش ليها والله أنا بكيت عليها».

وتابعت «الحاجة فتحية كانت بتشتري مني علشان ترضيني وكانت بتديني فلوس كتير تمن الخضار عشان تساعدني من غير ما تجرحني، ربنا يرحمها».

واختتم الجار بأنه علم من أحد أفراد الشرطة بالمنطقة أن وراء ارتكاب الجريمة نجل صديقة المجني عليها، يعمل بأحد محلات الطيور، كان يهدف لسرقتها لعلمه بثرائها، حيث كانت ترسل معه مبالغ مالية كمساعدة لوالدته.

كان قسم شرطة المطرية، قد تلقى بلاغا من الأهالي بالعثور على جثة سيدة داخل شقتها، بالانتقال والفحص تبين أنها تعود إلى «فتحية.م.ح»، 83 سنة ربة منزل، مسجاة على ظهرها بغرفة النوم وبها إصابات عبارة عن جروح ردية بفروة الرأس وفي حالة تعفن، وتم نقل الجثة لمشرحة زينهم.

بسؤال "سامية.م.م.ح" 39 سنة، موظفة، ابنة شقيقتها، قررت أن خالتها المتوفاة تقيم بمفردها وأنها قامت بالاتصال بها تليفونيا للاطمئنان عليها إلا أنها لم تستجب، فتوجهت لزيارتها واكتشفت مقتلها، ولم تتهم أو تشتبه في أحد بارتكاب الواقعة، تحرر عن ذلك المحضر رقم 21893 لسنة 2017 جنح القسم.

منطقة القتيلة

دلت التحريات على أن وراء ارتكاب الجريمة "سيد.ش.ش" 18 سنة، بائع بمحل طيور ودواجن، عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة له بأماكن تردده تم ضبطه، وبمواجهته أقر بأنه نظرًا لمروره بضائقة مالية وارتباط المجني عليها بعلاقة صداقة بوالدته وترددهما على مسكنها لزيارتها، اختمرت في ذهنه فكرة التخلص منها وسرقتها، وفى سبيل ذلك تردد على مسكنها عدة مرات وتصادف عدم وجودها بالشقة، سكنها.

وأضاف المتهم أنه فوجئ بوصول المجني عليها من الخارج وقت السرقة فخاف أن يفتضح أمره فضربها بـ«طفاية السجاير» ثم طعنها بسكين الفاكهة، قائلا «غصب عني قتلتها خفت تقول لأمي وأنا كنت باحبها قوي».

 تم بإرشاده ضبط (قميص خاص به، عليه آثار دماء المجني عليها، وهاتف سامسونج، ومبلغ 2150 ريـالا سعوديا قام بتغييرها بمبلغ 9000 جنيه، والمشغولات الذهبية المستولى عليها، وأفاد المتهم التصرف فيها بالبيع مقابل مبلغ 11 ألف جنيه بواسطة شقيقته "بدور"، ربة منزل، والتي أقرت بعلمها أنها من متحصلات الواقعة.

كما تم ضبط الأدوات المستخدمة في ارتكاب الواقعة «سكين، إيشارب، طفاية سجائر»، بمحل البلاغ، تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.