اشترك في النشرة البريدية

لماذا تغير موقف الكنيسة تجاه المظاهرات في «25 يناير و30 يونيو»؟

رغم الخطاب الرافض لدعوات المشاركة في التظاهر قبل 25 يناير 2011، من قِبل رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في وقتها البابا الراحل شنودة الثالث، إلا أن الموقف كان مغايرا قبل دعوات التظاهر في 30 يونيو 2013، فلم يخرج خطاب من قبل الكنيسة يدعو المواطنين المسيحيين لعدم المشاركة وفي الوقت نفسه لم يخرج خطاب أيضا يدعوهم للمشاركة.

وبمناسبة حلول الذكرى الرابعة لـ30 يونيو، رصدت «التحرير» معاناة الكنيسة والمواطنين المسيحيين خلال السنة التي تولى فيها الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية محمد مرسي الحكم، ويرصد هذا التقرير لماذا اختلف خطاب الكنيسة الرسمي بخصوص دعوات التظاهر بين 25 يناير و30 يونيو؟

اختلاف طبيعة شخصية الجالس على كرسي القديس مرقس

في 25 يناير2011 كان البابا شنودة الثالث هو رأس الكنيسة منذ نحو 40 عاما، مرت عليه أحداث صبعة ربما أهما كانت في السنوات الـ15 الأولى لحبريته، التي عرفت بالصراع بينه وبين الرئيس الراحل أنور السادات الذي أصدر قرارا بالتحفظ عليه بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وبعد رحيل السادات بنحو 3 سنوات ونصف، أصدر الرئيس الأسبق حسني مبارك قرارا بخروج البابا مرة أخرى وعودته لمنصبه.

ومنذ خروج البابا شنودة وترأسه صلاة عيد الميلاد في 6 يناير 1985، وضعت قواعد جديدة للعلاقة بين رأس الدولة ورأس الكنيسة، لم تتسم بالود النهائي ولا بالعداء النهائي، وأخذت في شكلها الظاهر صورة اختفاء النزاعات السابقة، إلا أنه تخللها صراعات كانت تدار بشكل كبير خلف الستار.

ونظرا لجلوس كل من الأنبا شنودة والرئيس الأسبق مبارك لفترة كبيرة في موقعهما، فلم يكن من المتوقع أن تقبل الكنيسة وهي أقدم مؤسسات الدولة المصرية، أي تغيير بسهولة في ظل جلوس شخصية تعرف قواعد اللعبة السياسية جيدا ولها باع طويل في السياسة على رأسها مثل البابا شنودة الثالث.

أما في 30 يونيو 2013 فكان الوضع مختلفا إذ تولى "مرسي" السلطة بعد 3 أشهر من رحيل البابا شنودة، وكان وقتها يدير الكنيسة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، الذي أدار ظهره لمرسي وجماعته بقرار انسحاب ممثلي الكنائس المصرية بلجنة المئة لكتابة الدستور وتبعتهم القوى المدنية، وقبل عدة أيام في شهر نوفمبر 2012 من تولي البابا الجديد وقتها الأنبا تواضروس مقاليد الأمور، إذ تم تجليسه على كرسي مار مرقس يوم 18 من ذات الشهر.

البابا تواضروس بدأ فترته هادئا ولم يسعَ للصدام مع مرسي، بل سعى لتقوية الكنيسة بلم شمل المذاهب المسيحية المختلفة في مصر عندما زارهم في الاحتفال بعيد الميلاد 25 ديسمبر 2012 ثم تم تأسيس مجلس كنائس مصر في فبراير 2013.

لم يفتح البابا تواضروس بابه للتواصل مع الرئاسة، لكنه لم يغلقه أيضا، وفي ظل انتشار دعوات التظاهر، لم يحاول أن يمنعها، وهو نفسه يعرف أن مصر تغيرت بعد 25 يناير وأعلن ذلك خلال حوار مع «التحرير» أجري معه في اليوم التالي لاختياره بالقرعة الهيكلية في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

استعداء الإخوان للمسيحيين

للتخفيف من حدة المظاهرات التي اندلعت بعد الإعلان الدستوري وما تلاها حاول قيادات الإخوان إلصاق تهمة الطائفية بتلك المظاهرات، بادعاء أن أغلبية المتظاهرين مسيحيين، إضافة لبعض الأحداث الطائفية مثل دهشور والخصوص والهجوم على الكاتدرائية، كل تلك الأحداث ساهمت في خوف النسبة الأكبر من المواطنين المسيحيين، إضافة للمواطنين المسلمين الرافضين لحكم الجماعة، الذي ظهرت بوادره منذ اليوم الأول لتولي مرسي وخطابه الشهير بميدان التحرير لـ«أهله وعشيرته»، ولو كان استجاب البابا للضغوط التي طالبته بأن يدعو المسيحيين إلى عدم التظاهر، لكانوا تظاهروا ضده شخصيا.