اشترك في النشرة البريدية

الفريق علي فهمي: حائط الصواريخ رمز كبرياء وفخار لتضحيات رجال الدفاع الجوي

وجه قائد قوات الدفاع الجوى الفريق علي فهمي تحية إعزاز وتقدير لجنود وضباط وضباط صف الدفاع الجوي المصري الذين يتحملون مسئولية الدفاع عن سماء مصر، وشدد على أن رجاله هم حماة سماء مصر ودرعها الواقية وعيناها الساهرة، لا يفرقون في ذلك بين سلم وحرب.

وخلال الاحتفال بالعيد الثامن والأربعين لقوات الدفاع الجوى حرص الفريق فهمي، على أن يجدد الشكر والعرفان للقادة والرواد الأوائل ومصابي العمليات من رجال الدفاع الجوي، الذين سبقوا في تولي المسئولية وأدوا مهامهم بإخلاص واقتدار.

228d677a-d8ab-4a72-b929-c748695a63ac

كما حرص على التذكير بأن صفحات تاريخ العسكرية المصرية تزخر بالعديد من البطولات والأمجاد التى تجسد البذل والعطاء والتضحية والفداء وتدعو إلى العزة والفخر. 

وواصل: "في هذه الذكري الخالدة نؤكد للسيد الفريق محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أن رجال قوات الدفاع الجوي يعاهدون الله أن يظلوا مرابطين فى مواقعهم يواصلون الليل بالنهار، حتى تظل قوات الدفاع الجوي قادرة على مجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات للدفاع عن هذا الوطن وهذا الشعب الذى يستحق أن يزهو ويفتخر بقواته المسلحة التى كانت وستظل دائماً بإذن الله درعاً للوطن وسيفاً على أعدائه.

وتعهد قائد قوات الدفاع الجوي باسم رجاله للرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة أن يظل رجال الدفاع الجوي دوما جنوداً أوفياء حافظين العهد مضحين بكل نفيس وغال، ليحفظوا للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها، ولتظل مصر درعاً لأمتنا العربية.

64c10ea8-310c-4faf-8d75-91516b4f3483

الفريق علي فهمي، ربما أكثر قادة قوات الدفاع الجوي سعادة وهو يتذكر ملحمة نضال القوة الرابعة منذ تأسيسها علي أيدي والده المشير محمد علي فهمي، الذي يحمل لقب "أبو القوة الرابعة"، وينسب له الفضل في أن يولد الدفاع الجوي عملاقا شامخا وسط ضغوط خوض حرب الاستنزاف بدون درع جوية. 

"عندما صدر القرار الجمهورى رقم (199) فى الأول من  فبراير 1968 بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة صدر تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات (فانتوم ، سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة لنا فى ذلك الوقت".  

وأوضح الفريق فهمي، ملابسات إنشاء حائط الصواريخ وتضحيات رجال القوات المسلحة طوال عامين منذ تأسيس القوة الرابع في 1968 وحتى اكتمال حائط الصواريخ في 1970 الذي مثل درعا مانعة لغارات الطيران الإسرائيلي في عمق مصر، ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف. 

90b7e119-970b-41dc-90b4-cd7edb0ff307

وقال: "قد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة.. حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية، فى ظل توفير دفاع جوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات".

وحائط الصواريخ عسكريا هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة، قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية، فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة، مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة وهذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها.

3a2772af-9b30-411c-9a26-0aa01527d991

وأوضح الفريق فهمي، أنه رغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوى بالدراسة والتخطيط والعمل المستمر لإنجاز هذه المهمة.. وكان الاتفاق على أن يتم بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين:

"الخيار الأول: القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات. أما الخيار الثانى: فهو الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها (أسلوب الزحف البطيء) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له.. وهكذا... وهو ما استقر الرأى عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو.

وواصل: "وتم التخطيط لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة... وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام فى تناسق كامل وبدقة عالية جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى. وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، وعلى أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوى على الاقتراب من قناة السويس فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوى".

ثم انتقل منها إلى تلك الصفحة المضيئة من تاريخ القوة الرابعة عندما تساقطت طائرات العدو الاسرائيلي، وقال: "خلال الأسبوع الأخير من يونيو 1970 انطلقت صواريخ الدفاع الجوى المصرية لتفاجئ أحدث الطائرات الإسرائيلية فى ذاك الحين التى تهاوت على جبهة القتال المصرية. وأخذت إسرائيل تتباكى وهى ترى انهيار تفوقها الجوى فوق القناة. وبالفعل تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز (فانتوم، سكاى هوك)، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوى.

وواصل: "لقد كان يوم الثلاثين من يونيو 1970 الإعلان الحقيقي عن اكتمال بناء حائط الصواريخ بسواعد رجال وأبطال الدفاع الجوي المصري، وبدء تساقط طائرات العدو الجوي مُعلنة بتر ذراعه الطولى. ويعتبر هذا التاريخ نقطة تحول في مسيرة الصراع  العربي الإسرائيلي"... 

وكان ذلك اليوم ذكرى وعيداً كما قال الفريق فهمي: "اتخذت قوات الدفاع الجوى من هذا التاريخ ذكرى وعيداً يُحتفل به كل عام، فهو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة، وهو البداية الحقيقية لنصر أكتوبر المجيد".