اشترك في النشرة البريدية

«الخجل والحساسية المفرطة».. احمِ أبناءك من ٣ آثار نفسية للبلوغ

إن للبلوغ آثارا سلبية قد يتعرض لها أبناؤنا المراهقون، منها الخجل والحساسية المفرطة، لذلك يجب أن نحمي أبناءنا منها ونساعدهم على تخطي هذه المرحلة بأمان وسعادة.

عملية البلوغ التي يمر بها كل إنسان سواء ذكرا أو أنثى لها أثر كبير في حياته ليس فقط التغيرات الجسمية التي تحدث ولا التحول من مرحلة لها صفات معينة إلى مرحلة بصفات أخرى مختلفة كليا عن السابقة لها، ولكن لها آثار نفسية كبيرة على المراهق في هذه الفترة، وهناك العديد من الجوانب التي تدخل في هذا الأثر فإما أن تجعله أثرا سلبيا كبيرا في حياة المراهق أو تجعل هذه المرحلة تمر بسلام وآثار بسيطة لديه لذلك يجب أن نحدد هذه الجوانب كما يجب أن نعرف هذه الآثار حتى نساعد أبناءنا للوقاية منها.

توجد العديد من الآثار التي يتعرض لها المراهقون نتيجة للبلوغ والتي تتدخل بشكل كبير في هذه الفترة المهمة في حياة الإنسان ومنها:

١- الخجل

من الآثار الأساسية التي يشعر بها المراهق نتيجة للبلوغ الخجل فعندما يبدأ الجسم والشكل في التغير من ملامح الطفولة وتظهر العلامات التي تدل على البلوغ ودخول مرحلة المراهقة يبدأ المراهقون في الشعور بالخجل نتيجة لذلك كما يشعرون به في أي موقف أو أي إشارة من الآخرين إلى هذه التغييرات ويصل أحيانا لتجنب التجمعات مع الآخرين أو تجنب الإناث للتحرك بشكل سريع حتى لا يحرج من اهتزاز الجسم.

٢- الانفعال الشديد

من أهم الآثار أيضا التي تظهر على المراهقين هي الإنفعال الشديد سواء في الحالات التي يشعر فيها بالفرح الشديد أو الحزن الشديد وسرعة التحول بينهما، كما نلاحظ أنه سريع الغضب والعصبية من أبسط الأمور وهي من الأمور التي تسبب له الكثير من المشكلات مع الوالدين في هذه المرحلة التي تحدث فيها الكثير من التحولات.

٣- الحساسية الشديدة

يصبح المراهقون في هذه المرحلة شديدي الحساسية من أي نقد أو تعليق يوجه لهم حتى وإن كان بسيطا جدا عن مظهرهم، فالخجل الذي يشعرون به تجاه التغيرات الجسمية التي تحدث يجعلهم شديدي الحساسية تجاه هذا التغيير وهذا الشكل الجديد، كما يزيد من هذه الحساسية رغبة المراهقين في هذه المرحلة في الظهور بمظهر رائع ولائق دون أخطاء ويزيد منها أيضا أنهم في هذه المرحلة يكونون الصورة الكبيرة عن أنفسهم والتي تدعم ثقتهم بأنفسهم وبالتالي لا يريدون أي شيء يقلل من هذه الصورة التي يرغبون أن يكونوا عليها.

توجد عدة جوانب تؤثر بشكل كبير في شدة هذه الآثار السابقة لدى المراهقين ومنها:-

١- حصول المراهقين على معلومات عن هذه التغيرات التي تطرأ عليهم ومدى قدرة الأهل على توصيل هذه المعلومات له أثر كبير في شدة هذه الآثار السابقة، فالمراهق الذي يكون لديه المعلومات الصحيحة الكافية من الأهل تمكنه من الاستعداد وتخطي هذه التغيرات دون مشكلة، ولكن من لا تتوافر لديه فإنه يجد مشكلة كبيرة، ففي البداية يشعر بالصدمة وعدم الفهم إلى أن يشرح له الأهل سبب هذه التغيرات وأهميتها وبالتالي يكون أكثرعرضة لهذه الآثار.

٢- تؤثر اتجاهات الوالدين تجاه هذه الموضوعات بشكل كبيرعلى المراهق، فالوالدان اللذان يتمكنان من الحديث مع الأبناء حول هذا الموضوع دون مشكلة وبشكل سليم ويقدمان معلومات سليمة بالشكل الملائم ويرحبان بأسئلة الأبناء يساعدان على تقبل هذه التغيرات والتوافق معها بشكل أفضل من الوالدين اللذين يخجلان من التحدث مع أبنائهما ويؤكدان لهم أنهم لا يجوز أن يتحدثوا في هذه الأمور ولا يسألون عنها وأحيانا يعاقبونهم إذا طرحوا سؤالا واحدا، وبالتالي يصبح لدى هؤلاء المراهقين اتجاها سلبيا نحو هذه التغيرات ولا يتقبلونها.

٣- عندما نوفر لأبنائنا التهيئة النفسية اللازمة لاستقبال هذه المرحلة وتقبل التغيرات الجسدية، فإنها تقلل من فرص تعرضهم لهذه الآثار السلبية وتساعدهم على تخطي هذه المرحلة بأمان.

تهيئة أطفالنا لهذه العملية المهمة ليست بالأمر الخاطئ كما يعتقد البعض بل بالعكس هي ضرورية لحمايتهم من الصدمة التي يتعرضون لها في حالة المفاجأة بها، ولذلك علينا أن نحمي أبناءنا من آثارها ومساعدتهم على تخطي مرحلة المراهقة بأمان.