اشترك في النشرة البريدية

رسالة "الوينرز"

رسالة الوينرز

بين صافرة الحكم المصري جهاد جريشة (الجمعة) الماضي وصافرة زميله السينيغالي باكاري غاساما غدا (الجمعة) تحدثنا في جميع الأمور المتعلقة بمباراة الوداد الرياضي والترجي التونسي، سواء من ظلم أصحاب البدلة السوداء وتقنية الفيديو، ومؤامرات مسؤولي الترجي و"التوانسة" عموما، وصولا إلى حرب البلاغات التي سيطرت على الحقل الرياضي خلال هذا الأسبوع إذ توصل الاتحاد المصري والافريقي والدولي أيضا بسيل من الاحتجاجات كل طرف يدافع فيها عن حقوقه التي يراها مهضومة في الذهاب ويرغب تفاديها في الإياب.

النقطة الأهم في الموضوع وفي أي مباراة لكرة القدم، هم اللاعبون، الذين تناسيناهم خلال هذا الأسبوع كأن المباراة تنتصر بالبلاغات والكؤوس ترفع بالاحتجاجات، قبل أن ينقذ فصيل "الوينرز" الموقف ويبعث برسالة تحفيزية للاعبيه ثواني معدودة قبل إقلاع طائرتهم من مطار محمد الخامس في اتجاه "تونس قرطاج"، رسالة كانت احترافية وفي توقيت مناسب ومدعمة للبعثة أكثر منها تخويف وترهيب، خاصة أن كرة القدم لا تحتكم إلى المنطق وتقبل الفوز كما تصفعك بالخسارة.

رسالة "الوينرز" والتي كتبت بثلاث لغات لكي يفهم مغزاها كل اللاعبين سواء المغاربة أو الأجانب كانت خاتمتها أروع ما جاء فيها والتي تقول: "حنا عارفينكم قادين تجيبوها، وعارفينكم غتجيبوها إن شاء الله، وحتى إلا مجاتش راه غتلقاونا حاضرين معاكم الماتش اللي موراها". وهو "ميساج" يطمئن اللاعبين بكون ورائهم "أمة" تعي ما لها وعليها وما على أشبال فوزي البنزرتي سوى "القتال" فوق أرضية الميدان وترك الباقي للـ"الفدائيين".

أفضل وأرقى التصرفات في كرة القدم هو الشعور اللاعب والمدرب بأن خلفهما جمهور "يفهم" كرة القدم ويؤمن بأنها فوز وتعادل وهزيمة، فعنذ ذاك فاللاعب والإطار التقني يمنحان كل ما في جعبتهما لإرضاء مناصريهم، وهو ما نحن متأكدون منه في حالة زملاء صلاح الدين السعيدي وطاقم فوزي البنزرتي، إذ كما دعم "الفيدائيون" البعثة الودادية في بلاغهم، نقول لهم نحن أيضا: "ديروا اللي عليكم.. وخليوا الباقي علينا".